في إطار تفعيل الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والخاص لإجراء بحوث علمية تخدم القطاع الصناعي، شهدت مؤسسة إيجاد في مجلس البحث العلمي مؤخراً فعالية اختتام المشروع البحثي (دراسة ظاهرة المسحوق الأسود في شبكة أنابيب الغاز) بين أوكيو- الشركة الرائدة في مجال الطاقة، وجامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وهو أحد المشاريع البحثية الذي استمر لمدة عام كامل، تم من خلاله الاستقصاء حول الظاهرة وآثارها في الأنابيب وأصول الغاز من خلال الزيارات الميدانية وأخذ العينات لتحليلها في المختبرات، وخلصت الدراسة للأسباب التي من خلالها يتشكل المسحوق الأسود، وكيفية الحد منه، ومراقبته والتخلص منه، مما سيعود بالأثر الإيجابي على عمليات نقل الغاز وزيادة كفاءته وتقليل المصاريف.

وعلى هامش الفعالية قال المهندس منصور بن علي العبدلي – نائب الرئيس لعمليات شبكة الغاز في أوكيو "تضع الشركة نصب عينيها إيجاد القيمة المضافة من خلال ربط الجوانب العملية بالنظرية لتحقيق التكاملية في أعمالها." مؤكدًا بأن دور أوكيو لا يقتصر في العمليات التشغيلية البحتة وإنما مستمر في دعم مختلف المجالات وإيجاد منصة شراكة مع القطاع الأكاديمي.

وقال الدكتور حمود الحضرمي الباحث الرئيسي في المشروع: "المشروع كان مشوق وذو طبيعة تحدي. لقد تم اتخاذ طرق فعالة كتعاون بين الباحثين والشركة الداعمة خلال فترة البحث للوصول إلى الهدف. إن نتائج البحث التي تم التوصل إليها من خلال المشروع تعتبر فعالة وسهلة التطبيق لكي يتم السيطرة والمراقبة على المادة السوداء التي تتكون في أنابيب شبكة الغاز للشركة."

يذكر أن مؤسسة إيجاد تسعى من خلال خدماتها المقدمة للقطاعين الصناعي والأكاديمي للمساهمة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة، فمن خلال خدمة عرض التحديات الصناعية في منصة إيجاد الإلكترونية، تمكنت إيجاد من مد جسور الثقة والتعاون بين الشركات الصناعية في السلطنة والباحثين الأكاديميين في الجامعات المحلية والعالمية، فمن خلال المشروع البحثي المشترك لدراسة ظاهرة مادة المسحوق الأسود في أنابيب نقل الغاز الطبيعي بالسلطنة، تمكنت إيجاد من الربط بين أعضاء المشروع الابتكاري بالتعاون بين شركة أوكيو والفريق البحثي الناتج عن التعاون الأكاديمي-أكاديمي من جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية ممثلة بالكلية التقنية العليا، درس الفريق البحثي المشترك هذه الظاهرة وقدم الباحثون الأسباب المحتملة لها.

وتُعدُّ الدراسة نقلة نوعية في المجال الصناعي ونظرة لاستشراف المستقبل بالاعتماد على الدراسة والتحليل وتسخير الجانب الأكاديمي لخدمة عمليات الشركة. إذ شملت الدراسة تحليل مادة المسحوق الأسود في خطين لأنابيب الغاز؛ هما خط أنابيب سعة 24 بوصة وخط أنابيب سعة 32 بوصة على مسافة 340 كم. وخلصت الدراسة لمعرفة العوامل الرئيسة والمحفزات لتكوُّن هذه المادة ومعرفة أماكن تواجدها واقتراح آلية مناسبة للتخلص منها، الأمر الذي ساهم في إضافة المزيد من المعرفة العلمية حول الأنابيب المستخدمة في نقل الغاز الطبيعي وتطوير الممارسات في المشاريع الجديدة.